نظرية الذيل الطويل وألف معجب حقيقي

استيقظتُ اليوم في الساعة العاشرة صباحًا، قد يبدو هذا الوقت متأخرًا للصباحيين، كما قد يبدو مبكرًا جدًا لمحبي السهر. قلتُ لابنتي أنني أحتاج إلى أن أنام قليلاً بعد، لكنني نفضتُ عني الكسل ونهضت. قرأتُ وردي الصباحي، ثم تصفحتُ تويتر، فوجدتُ كالعادة هذه الأيام تغريدة رفعت ضغطي وولدت عندي رد فعل عكسي، فأغلقتُ التطبيق بسرعة وفتحتُ بودكاست بدون ورق حلقة البوصلة القرآنية لدكتور نايف بن نهار وأنا أقطع السلطة وأقلي البيض وأخمّر الشاي الملبّن.

وبينما أنا أغسل مواعين الإفطار وأستمع إلى حديث الدكتور تذكرتُ المقالة التي عملتُ عليها بالأمس، إذ كتبتُ نسختين واحترتُ أيهما أفضل، راودتني نفسي للعودة للمقالتين وتحريرهما لأخرج أفضل نسخة، لكنني لما عدتُ إليهما وجدتُ أن هناك أجزاء مهمة في النسختين وأفضل حل هو دمجهما معًا لتصبح مقالة واحدة طويلة. ولا أدري هل سيعتمدها المحرر كما هي أم سيقص منها بعض الأجزاء.

في تلك الأثناء أتت إلي ابنتي تطلب مني مشاهدة فيلم إنكانتو معها، رغم أننا شاهدناه بالأمس، فانصعتُ لرغبتها، ولما عدتُ لمكتبي وفتشتُ في المقالات التي أحتفظ بها ساقتني إحداها لمقالة تتحدث عن نظرية الألف معجب، ولأن أسبوعي هذا مضى في ملاحقة المبدعين والمقالات والأفكار التي تتحدث عنهم، فقد لفتتني هذه المقالة، تقول أن هناك مفهوم ليس قديمًا جدًا طرحه كريس أندرسون في كتابه “الذيل الطويل”، لم أفهم بعد ما الرابط لكن يبدو أن له علاقة بالرسم البياني للمبيعات حيث أنه في العصر الرقمي يمكن للشركات الصغيرة -خاصة في مجالات الإبداع والفن والمنتجات المتخصصة- الربح من بيع عدد كبير من المنتجات المتخصصة التي تهم شريحة محدودة بكميات قليلة لكل منها. أما نظرية “ألف معجب حقيقي” فهي فكرة قدمها الكاتب كيفن كيلي مفادها أنك لست بحاجة إلى ملايين المعجبين، ويكفيك ألف معجب حقيقي كل واحد منهم مستعد لدعمك ماليًا باستمرار عبر شراء منتجاتك وحضور فعالياتك ودعمك في كل خطوة على أن تكون العلاقة بينك وبينه دون وسيط، والمقصود بالوسيط شركات الإنتاج أو الرعاة أو غيرهم.

أعرف أن الفكرة ليست جديدة، فهناك عدد لا بأس به ممن قرر إنشاء محتوى أو منتجات مخصصة للمشتركين، كما أن المنصات المختلفة تتيح ذلك للمبدعين، لكنني لا أرى الأمر صحيحًا!

اسم المفهوم أعجبني ولكن هناك نفور في داخلي من المضمون. أعتقد أن الفكرة رأسمالية بحتة، وتخلي الأشياء مو حلوة.

قبل أيام نشرتُ فيديو في حسابي على تيكتوك بعنوان “مواصفات المنتج الإبداعي الجبار، من وحي قصائد الشاعر حسين المحضار“، وذلك كان أثناء عملي على بعض الأمور المتعلقة بالإبداع، ولأن هذه الفكرة لا تناسب الجهة التي أعمل معها، فقررتُ أن أُنتجها بنفسي.

أثناء عملي على الفيديو لاحظت أن أبوبكر سالم هو الوحيد الذي ترك حقوق الاستخدام لأغانيه وفيديوهاته مفتوحة، فهل هذا كرم أم طيب نفس أم سماحة؟ لماذا يمنع الفنانون وشركات الإنتاج إعادة استخدام إنتاجاتهم لخلق الله؟ هل سأقطع رزق رو- تـــانا عندما أستخدم 20 ثانية من أحد منتجاتها المسموعة أو المرئية في فيديو أو بودكاست؟!

الجميل أن رحلتي في البحث اليوم جعلتني أتخذ قرارًا يتطلب مني الالتزام لمدة شهر واحد فقط، لكنني لن أفصح عنه لأنني أخشى ألا ألتزم به.

لازلت أحتاج إلى القراءة أكثر حول ألف معجب حقيقي لعلي أصل إلى مفهوم يرضيني ويرضي حس مناصرة الغلابة في داخلي.

أضف تعليق

بدء مدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑