قبل يومين قررت أكتب تدوينة، وخطر على بالي هذا العنوان: (أغاني عادت للحياة بأصوات جديدة ).
بدأتُ التفكير -وليس البحث- وجمعتُ الأغاني التي تذكرتُها في قائمة بسيطة، ولما انتهيت وجدت أن المحتوى أنسب لحساب إنترتينينج ريبورتس على تيكتوك، فكتبتُ نسخة أخرى من نفس المحتوى ولكن أقصر وباللهجة العامية، ثم سجلتُها وجمعتُ مقاطع الفيديو التي سأستخدمها وحررتُها ونشرتُ الفيديو على التيكتوك بعنوان “خمسة أغاني عادت للحياة بأصوات جديدة“.
ملاحظاتي على تجربة نشر الفيديو:
الملاحظة الأولى: انتقاد الفنانين منطقة خطرة
جمهور المعجبين (الفانز) لأي فنان غالبًا ما يكون شرسًا ولا يقبل ذرة انتقاد لفنانهم المفضل. في المقطع قلت أن الطبقات العالية لصوت أصالة تتعب أعصابي، فهبّ جمهورها للدفاع عنها وبعضهم بالغ قليلاً، في تعليق أضحكني قال صاحبه : ” أصالة تتعب أعصابك؟! هديها ومسوية تقييم وكل الكلام تكليج”، واضح أن صاحب التعليق صغير في السن ومتعصب لأصالة بشدة. أما فانز جمهور خالد عبدالرحمن فكلهم كانوا “عاقلين”. لذا إذا قررت أن تنتقد فنان له جمهور كبير حاول أن تنتقي الكلمات بطريقة لا تسبب لك حرج إذا ما بالغ الجمهور في ردة فعله وقرر أن يرفع عليك قضية. (حمدت الله أنني قلتُ إحساسي الشخصي فقط).
الملاحظة الثانية: الناس لا تريد أن تفكر بعمق
هذا الفيديو رغم أني نشرته قبل أمس، إلا أن المشاهدات تجاوزت 58ألف مشاهدة، ولا زالت التنبيهات تتوارد بمزيد من الإعجابات والحفظ للفيديو وعدد لا بأس به من المتابعين الجدد.
الجدير بالذكر أنني نشرت من قبل ما يزيد على 10 تقارير، قلة منها حصدت تفاعل كبير، وهذه القلة لم أتوقع أن تحصل على كل هذا التفاعل لأنها كانت بسيطة وليس فيها جديد يثير التفكير، أما التقارير العميقة التي تطلبت مني بحث وتفكير وربط للأمور لم يهتم لها الجمهور. وأعداد المشاهدين لم تتجاوز بضع مئات. من التقارير المتعوب عليها: “ايش يخلينا نحب أغنية أول ما نسمعها؟“، و “5أسباب خلت أغنية (مافي أحد مرتاح) من أصدق الأغاني العربية وأكثرها تأثيرًا”، و” الطرب الينبعاوي وأهازيج الملاعب الرياضية“.
بحثت في اليوتيوب عن فيديوهات شبيهة بما أقدمه، فوجدت مؤسسات مثل الأخوين قدس وتلفاز11 قد نشروا فيديوهات بعناوين مثل: أفضل 10 أغاني لطلال مداح، أو أشهر 5 فصلات لمحمد عبدو، أو أفضل 5 أغاني لمحمد عبدو في الثمانينات وهكذا. يعني فيديوهات بسيطة بجهد بسيط = مشاهدات عالية وتفاعل جيد.
الملاحظة الثالثة: المحتوى القصير أفضل
أعطهم المفيد في جملة أو جملتين ولا تكثر كلام. فالفيديو رغم أن عدد مشاهديه في هذه اللحظة تجاوز 58ألف مشاهدة، إلا أن نسبة من شاهدوا الفيديو كاملاً لم تتجاوز 1%! ومع أن الفيديو مدته أقل من 4 دقائق، إلا أن متوسط وقت المشاهدة كان 29 ثانية فقط!
الملاحظة الرابعة: التعليقات هي المفتاح
تعتمد خوارزميات تيكتوك على تفاعل المتابعين معك، فإذا كنت تود الظهور في قائمة “لك” التي تضمن وصول الفيديو لأكبر عدد من الناس فيجب أن يتفاعل المشاهدون بالتعليق في المقام الأول. إذا شجعتهم على التعليق بوضع سؤال يهمهم الإجابة عليه فسيعلقون على محتواك مما يساهم في انتباه الخوارزميات للفيديو وتكرار ظهوره للناس في قائمة “لك”. وطبعا الهاشتاقات مهمة لكنها ليست بأهمية التعليقات من المستخدمين الآخرين.
الملاحظة الخامسة: مراعاة المحتوى الرائج (الترند) على الشبكة
في تيكتوك “الصوت” مهم وميزة قوية في البحث، فالأغاني التي تصبح رائجة هي فرصة لك إذا استخدمتها في صناعة محتوى أصلي. كيف؟
الأغاني المذكورة في التقرير معظمها ظهر كترند حتى فترة قريبة، فلما الناس تكتب في التعليقات رأيها في الأغنية ستجد أن اسم الأغنية يتحول للون الأزرق الذي لو ضغطت عليه سينتقل بك إلى صفحة البحث عن الأغنية المذكورة، وهذا بشكل عكسي سيجعل الفيديو الذي صنعته يظهر عندما يبحث الناس عن نفس الأغنية في عملية متبادلة فيعزز فرصك في الظهور والانتشار.
لا أعرف إذا كانت هذه التدوينة مفيدة لجمهور المدونة أم لا. أنا عن نفسي سأحب أن أعرف هذه المعلومات.
فيما يلي محتوى الفيديو الذي نشرته قبل التعديلات التي أجريتها على النص ليلائم منصة تيكتوك:
5أغانٍ عادت للحياة بأصوات جديدة غير أصوات مغنييها الأصليين:
- “دا اللي حصل” – بلقيس
قبل سنتين أو أكثر في حفل تكريم الراحل طلال مداح – رحمه الله- غنى أهم الفنانين على الساحة أغاني صوت الأرض، وفي وصلة نسائية بعنوان” ميدلي كلاسيكيات صوت الأرض” جمعت وعد وبلقيس وأميمة طالب وأصيل هميم وزينة عماد وأسما لمنوّر وداليا مبارك، غنوا كلهم لطلال في فيديو لم تتجاوز مدته 10 دقائق وبعدد مشاهدات بلغ 2مليون مشاهدة.
كل الوصلة كانت مسجلة، أي لم تكن بأداء حي من الفنانات، بدأت أسما لمنوّر بأغنية أنا راجع أشوفك، بأداء متقن، تبعتها بلقيس في أغنية ذا اللي حصل، أتت داليا بعد بلقيس واليوم يمكن تقولي يانفس انك سعيدة بصوت ناعم ملائم وأداء سلس، ثم وعد ويا سارية خبريني، ثم زينة عماد وبقية الفنانات، وكان آخرها أميمة طالب في أغنية لا لا ياالخيزرانة.
في أغنية “ذا اللي حصل” لا أعلم ما الذي حصل، هل الكلمات أم اللحن أم أداء بلقيس أم انسجام الحضور وظهور الشايب ذي الغترة البيضاء الذي أسر متابعي الشاشة وهو يغني طربًا مع بلقيس، أم لأن الأغنية غير مستهلكة مثل بقية أغاني طلال.
بلقيس كانت ذكية لأنها سجلت الأغنية كاملة في فيديو كليب خاص حصد 71مليون مشاهدة على اليوتيوب.
- أغنية “أسمع صدى صوتك” – أحلام
الأغنية في الأصل جميلة، لكن طبقة صوت أصالة العالية تتعب أعصابي. ولما أعادت غناءها أحلام في حفل بعنوان “في حب دبي” أعادت للأغنية جمالها. الأغنية ليست أداء حي، وملامح أحلام التي عبثت بها أيدي أطباء التجميل تجعلني أشيح بنظري، لكن الصوت والأداء والكلمات واللحن كانت توليفة ممتازة لأهل الطرب.
- أغنية “يا ريت فيي خبيها” – محمد عسّاف
الأغنية جميلة بلاشك، ولما أداها محمد عسّاف في برنامج عرب آيدل أضاف إليها جمالاً آخر. فصوته مرتاح وطبقاته العالية رفيقة ومتحكم بها، وكل عربة كانت في محلها، رغم أنه أداها أمام راغب نفسه إلا أن أداء عسّاف في هذه الأغنية تفوّق على أداء راغب بدون شك.
- خذني بقايا جروح – غسان وأنجل
كانت حقبة الثمانينات والتسعينات متميزة في إصداراتها الفنية، ورغم أني لست من معجبي خالد عبدالرحمن إلا أنني أعرف بعض أغانيه المشهورة، ومنها أغنية “خذني بقابا جروح”، طبعا كانت هناك أساطير تدور حول شخصه فقيل أنه سوداني الأصل وأحب فتاة من علية القوم هي التي يكتب فيها أشعاره المغنّاة، وما إلى ذلك من الخرافات التي أضفت سحرًا على أغانيه. واليوم ظهرت فتاة يبدو أنها سورية أو لبنانية غنت أغنية بقايا جروح بمصاحبة العود بصوت رقيق وأداء أعطى الأغنية حقها من الجمال.
- أغنية ذهب ذهب – علي بن محمد
من أغاني الفنان وليد الشامي التي صورت فيديو كليب من إصدار خاص وكانت تذاع بشكل يومي تقريبًا في عام 2011 أو بعدها بقليل، الكلمات جميلة جدا واللحن والأداء كذلك، لكن أداء علي بن محمد في الليلة الثلاثية مع وليد الشامي وأصيل أعاد الأغنية إلى الساحة من جديد. لا أعرف لماذا، ربما بسبب طريقته المميزة في الأداء، ولأنه كان متقنًا لها وكأنه هو صاحب الأغنية. حلو الواحد يذاكر درسه كويس.
ايش أكثر أغنية حبيتوها؟ اكتبوا لي في التعليقات أبغى أشوف ذوقكم في الأغاني.

جمهور التيكتوك يريد فيديوهات قصيرة لا تتعدى دقيقة
إعجابLiked by 1 person