عندما تكونين أنتِ صاحبة القرار! 5 خطوات لكسر حاجز الخوف من السفر

استيقظت اليوم في العاشرة صباحًا وأنا شبعانة نوم لكني أشعر بالكسل. في هذه الحالة عادة أحب أن يدخل علي أحد الأولاد ليصبح علي ونتلاطف في أحاديث صباحية مع بعض الأحضان الخفيفة. قبل أن يحدث ذلك رن الهاتف بجانبي، انزعجت لأني ظننت أنه أحد العملاء الذين أعمل معهم، لكنها كانت صديقتي العزيزة ميادة. فقبلت الاتصال بسعادة وبدأنا تبادل الأحاديث، فاليوم أول أيام إجازة منتصف العام الدراسي، وهي سعيدة لأنها تتحضر للسفر بعد يومين لقضاء أسبوع في اسطنبول.

adam-wilson-362637

ميادة هي ملهمتي في اتخاذ قراراتي المتعلقة بالسفر، فهي تسافر أكثر من مرة في العام مع زوجها، والآن يسافر معهما طفلهما ذو السنة الواحدة، ورغم وجود تغييرات في أسلوب السفر الذي تعودت عليه لوجود فرد جديد صغير لا حول له ولا قوة، فإنها لازالت تستمتع بالسفر مع اتباع إجراءات السلامة لأحمد الصغير.

عندما يكون الرجل هو صاحب قرار السفر، فإننا نحن السيدات عادة ما نكون مرتاحات البال مطمئنات، فالرجال بطبيعة الحال هم من تقع على عاتقهم مسؤولية حماية العائلة وترتيب الإجراءات واتخاذ جميع التدابير التي تحفظ السلامة لأفراد عائلته، وتلبية رغبات الزوجة والأولاد فيما يتعلق بالأماكن التي يودون الذهاب إليها، وهم ماهرون في ذلك. لكن ماذا لو كنتِ أنتِ صاحبة قرار السفر من الألف إلى الياء؟ ماذا إن كنت أنت المسؤولة عن الأولاد، عن والدتك، وعن من قررت اصطحابهم معك في رحلتك؟

إذا كنتِ ستسافرين بمفردك فستقومين بجميع الإجراءات بحرية وبدون ضغط تحمل مسؤولية أفراد آخرين، أما إذا قررت السفر مع الأطفال أو مع والديك هنا سيقع عليك ضغط كبير، فأنت مسؤولة عن سلامة الأولاد وراحة والدتك الكبيرة في السن، ويلي ذلك اتخاذ قرارات مختلفة كل يوم للتأكد من سلامة وراحة الجميع مع استمتاعهم بالرحلة كل بحسب تفضيلاته.

لكن؛

لا تجعلي ذلك يعيقك عن فكرتك، لأن هذه الرحلة بالذات ستكون من أهم محطات حياتك، وستكون ذكرياتها هي الأحب إلى قلبك، وسيطير قلبك من السعادة وأنت تستمعين إلى حكاياتها مرة بعد مرة تتردد على لسان أبنائك ووالدتك، يستعيدون قصصها معًا ويضحكون بحب وسعادة للذكريات المشتركة التي كنتِ أنت من صنعها لهم. يا لها من لحظات!

zachary-nelson-192289

 

كيف تكسري حاجز الخوف وتقومي بمغامرتك الأولى مع أحبائك؟

كل تجربة جديدة نقوم بها نمر بمرحلة الخوف قبلها. الخوف من التغيير، الخوف من المجهول، الخوف من الفشل، أو الخوف من أن تكون التجربة لا تستحق. برأيي ليس هناك تجربة لا تستحق، فإن كانت جيدة فسنحظى بوقت جيد، وإن لم تكن كذلك فسنكون قد تعلمنا أن هذه التجربة بالذات لا تناسبنا. في كل الأحوال سنتعلم شيئًا جديدًا لم نكن لنعلمه لو لم نجرب. لا تستهيني بالتجارب الجديدة، فهي نافذة على الحياة، تبدي ما خفى من خبايا النفس، وتكشف ما بهذه الدنيا من مفاجآت. اكسري حاجز الخوف من السفر من خلال اتباع الخطوات التالية:

  1. ابحثي، ثم ابحثي، ثم ابحثي.

المعرفة هي أول وأهم خطوة لكسر حاجز الخوف. تعرفي على كل ما يخص الدولة التي تحبين زيارتها، اقرئي عن تاريخها، عملتها، ثقافة أهلها، أهم مدنها، لغتها، التطعيمات التي يجب أن تؤخذ قبل زيارتها، والأماكن السياحية بها ومستوى الأمان. ولا تغفلي تجارب الأشخاص الذين زاروها بالفعل، فستجدين الكثير من المعلومات التي تهمك، ولا تتواجد على المواقع الرسمية للدولة. تفقدي تقييمات النزلاء للفنادق قبل الحجز بها، واطلعي على مواقع الأماكن الترفيهية والسياحية التي تنوين زيارتها لتطمئني على ملاءمتها للجميع. هذه المعرفة ستبعث فيك نوعًا من الاطمئنان لما يمكن أن تواجهيه هناك وبالتالي الاستعداد له جيدًا.

  1. حللي مخاوفك.

اكتبي قائمة بالمخاوف التي تدور برأسك، وأمام كل فقرة أكتبي مجموعة من الحلول. ماذا لو مرض أحد الأطفال؟ تأكدي من مدى تغطية التأمين الطبي الخاص بكم في تلك البلدة وجهزي قائمة بالمستشفيات الجيدة في كل منطقة تذهبون إليها.  ماذا لو سرقت محفظتي أو نفد ما أحضرته من مال؟ وزعي أموالك في أماكن متفرقة، واستخرجي بطاقة ائتمانية إن لم يكن لديك بالفعل، وفعليها قبل السفر. ماذا لو فُقد أحد أفراد الرحلة وضل الطريق؟ تأكدي من توفر بطاقة بها جميع المعلومات اللازمة كموقع السكن وأرقام الجوال والبريد الإلكتروني، وهكذا فكل مشكلة ولها حل.

استعيني بآراء المجربين، وبالمعلومات المتاحة على الإنترنت. وضعي في الحسبان الحالات الخاصة للمسافرين معك، إذا كانوا كبار في السن، أو أطفال، أو أحد منهم مصاب بمرض مزمن، تأكدي من وضع نفسك مكان كل واحد منهم ثم احرصي على تجنب كل مشكلة بالاستعداد لها قبل السفر. تحدثي مع صديقتك المقربة. احكي لها عن كل ما تشعرين به، وستتطوع بطمأنتك وتشجيعك. احفظي كلامها داخل قلبك، واسترجعيه كلما داهمتك المخاوف ليساعدك في الصمود أمامها.

photo-1461720486092-b6ee3f33d726

 

  1. ضعي خطة محكمة.

لا تتركي الأمر للظروف، وابني خطتك كما تريدين للرحلة أن تكون. تحدثي مع منظمي الرحلة إذا قررت الاستعانة بأحدهم، واشرحي له الوضع الخاص لمرافقيكِ، تأكدي أن تكون لديهم معلومات كاملة بخصوص راحة وسلامة الجميع. عندما سافرت مع والدتي حرصت على إبلاغ مشرف الرحلة أن والدتي سيدة كبيرة في السن ولا تستطيع المشي لمسافات بعيدة، فاستبعد بعض الأماكن التي تتطلب لياقة بدنية عالية بأماكن أخرى يمكننا الاستمتاع بها دون إرهاق الوالدة. لذا ضعي خطة تفصيلية لكل يوم، أجيبي عن أسئلة متى ومن وكيف وأين وماذا لتشعري بالسيطرة التامة، هذا الإحساس سيزيل عنك هاجس القلق والخوف.

  1. اعطي نفسك الوقت اللازم.

لا تستعجلي! اسمحي لنفسك بإجراء جميع الأبحاث والاحتياطات قبل الرحلة بوقتٍ كافٍ. اسألي واستشيري واستخيري. ثم رتبي لحصول كافة أعضاء الرحلة على التطعيمات المطلوبة مسبقًا، لا تؤكدي حجوزاتك إلا بعد الحصول على تأشيرات الزيارة إن وجدت. اشتري جميع الحاجيات الضرورية من الملابس وأدوات السفر أثناء التخفيضات الموسمية، وتفقدي كل ما يلزم لرحلة آمنة وممتعة.

  1. حفزي نفسك.

تصفحي الأماكن السياحية التي ترغبين بزيارتها بشدة وتخيلي نفسك بها الآن! ماذا ستفعلين؟ كيف سيكون شعورك؟ ما القصص التي ستعيشينها هناك؟ كيف ستكون ردة فعل أطفالك وما التعليقات التي سيطلقونها حينها؟ ما الأغنية التي تحبينها وتعبر عن ذلك كله؟ مثلاً أغنية 3 دقات؟ ممكن! تشرّبي الطاقة الإيجابية التي أحاطت بك أثناء التخيل، وسخّريها للعمل بحماس على تفاصيل الرحلة، أعيدي سماع أغنيتك التي اخترتِها لترافقك في رحلتك كلما شعرتِ بخوف أو تردد. وكلما أنجزتِ خطوة ما، كافئي نفسك بفنجان قهوة أو بغرض جديد يمكنك استخدامه أثناء السفر، أو ربما تؤجلين المكافأة لتشتريها من البلد الذي قررت زيارته بالفعل.

عندما قررت السفر مع والدتي وأبنائي كنت خائفة جدًا من حدوث مفاجآت غير سارة في الرحلة، وقد حدث بعضها بالفعل، لكنها لم تؤثر على بهجتنا واستمتاعنا، وما تبقى الآن هي تلك اللحظات السعيدة التي ضحكنا ولعبنا وأكلنا فيها معًا بسعادة.

يقول المتنبي في بيت شهير له:

لولا المشقة ساد الناس كلهمُ

الجود يُفقر والإقدام قتّالُ

والمشقة هي المخاوف، فما يعيقنا عن الكرم هو الخوف من الفقر، وما يعيقنا عن الشجاعة والإقدام هو الخوف من الموت. لكننا نحب أن نقول: “وفاز باللذة الجَسور” ونحن نفعل ما نقول ؛)

 

أضف تعليق

بدء مدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑