أفكار هدايا وتوزيعات مبتكرة

لاحظتُ في التوزيعات التي أتلقاها في المناسبات بعض الصفات التي لا أحبها:

  • أفكار مكررة في كل مناسبة، إما شوكولاتة أو عطور أو بخور أو مصحف.
  • شكل جميل فقط بلا هدف أو معنى.
  • خامة غير جيدة بما يكفي للاحتفاظ بها.
  • منتجات لا أحبها ولا أحتاجها.

ومعظمها انتهى بها المطاف إلى سلة القمامة، ما لم تكن مصحفًا بالطبع. إذ لا أتذكر سوى علبة فضية جميلة الشكل استخدمتها لوضع خشب العود، وزجاجة عطر بحجم 30مل برائحة العود استخدمتُها لتعطير الغرف عند تبخير البيت.

لم أكن أعطي اهتمامًا للتوزيعات، حتى قربت ولادة ابنتي الصغرى وحان دوري لتجهيز توزيعات للمناسبة السعيدة. في البداية احترتُ كثيرًا في نوع الهدية، فالتوزيعات التقليدية لدى المتاجر أو حسابات أنستجرام عبارة عن أشياء لا تعبر عني، زجاجات عصير صغيرة أو علب شوكولاتة أو قوارير ماء مكتوب عليها اسم صاحب المناسبة، وتتكرر مع كل الأشخاص. لا؛ هذه الأشياء ليست لي ولا أفضلها. فقررتُ أن أجري بعض البحث على بنتريست. وجدتُ أفكارًا كثيرة لهدايا بتنفيذ ممتاز، لكنها لا تناسبني. ومع البحث والتفكير توصلت إلى فكرة أحبها وتعبر عني، كيف؟ إليكم الطريقة:

  1. ماذا أحب؟

أشعر بالامتنان لفطور الصباح، وجبتي المفضلة التي نتناولها معًا كعائلة، نبدأ بها يومنا، ونتشارك فيها قصصنا وحكاياتنا التي مررنا بها بالأمس. أحرص على أن يكون حديثنا فيها إيجابيًا، وأحذر من يتحدث بسلبية كي لا يفسد علينا بقية اليوم. يعتبر الشاي ركنًا مهما في وجبة الإفطار، أصنع براد شاي عدني محوج يتشارك فيه جميع أفراد العائلة، وأحيانًا أصنع لنفسي برادًا صغيرًا من الشاي الأحمر، حسب مزاجي، المهم أن يكون شايًا مضبوطًا كما أحب.

  • كيف يمكنني توفير تجربة لا تنسى؟

التجارب هي التي تصنع الذكريات، وتحفرها في ذاكرتنا للأبد. التجارب هي أشياء جديدة تجعلنا نختبر مشاعر مختلفة عما اعتدنا عليه، أما الأشياء التي لا تثير فينا أي مشاعر فسريعًا ما تنسى.

  • ما الشيء الذي سأسعد باقتنائه؟

أشياء كثيرة سأحب أن أقتنيها، أما العلب الفارغة أو المزينة بشرائط ملونة ملصقة على جوانب العلبة بالغراء فتلك أشياء لا أفضلها على أي حال.

أخذتُ وقتي حتى توصلت لإجابة مناسبة، فأنا أحب الشاي، وأحب تجربة أنواع مختلفة منه، كما أنني لن أمانع إذا ما تلقيتُ كوب شاي جديد. وهكذا كان.

ذهبتُ إلى متجر باجة، وسألت عن أنواع الشاي المتوفرة، فعرض لي أنواع مختلفة من شاي المورينجا وشاي الفواكه والشاي الأخضر وأنواع أخرى من الشاي التي أحب أن أجربها ولو مرة في حياتي، وقال لي البائع أنهم سيجرون تجربة تذوق لجميع أنواع الشاي المتوفرة لديهم غدًا في نفس المتجر. عدتُ في اليوم التالي وجربت بعض الأنواع واخترتُ 3 أنواع شاي مختلفة؛ شاي الفواكه، وشاي المورينجا، والشاي المغربي بالنعناع. اشتريت من كل مجموعة كيلو تقريبًا، وعدتُ إلى البيت أفكر في الأوعية التي سأضعها بها وطريقة التغليف النهائية.

كان محتوى التوزيعات عبارة عن كوب زهري اللون من إيكيا، وبداخله المحتويات التالية:

  1. ملعقة شاي المورينجا.
  2. ملعقة شاي الفواكه.
  3. دلاية شاي مغربي بالنعناع.
  4. ملعقة من خلطة (بهارات) حوائج الشاي اللذيذة التي تصنعها والدتي.
  5. مربع بسكويت لواكر بالشوكولاتة.
  6. بتيفور مالح من مخبز الدانوب.

اشتريت من متجر صفقات على الإنترنت أكياس الشاي الفارغة، وأكياس التغليف النايلون الشفافة، وبطاقة الهدية. واشترت لي والدتي الزجاجات الصغيرة التي تحتوي على الشاي والحوائج، وطبعت في مطبعة قريبة ستيكرات توضح محتويات كل زجاجة بالإضافة إلى العبارة التي كتبتها على البطاقة واسم ابنتي في الجهة الخلفية.

أعرف أن بعض الناس ستكون قد جربت أنواع الشاي المختلفة، لكن يظل هناك الكوب، والحويج الذي يمكن إضافته إلى أي نوع شاي، والبيتيفور المالح وبسكويت الشوكولاتة كل هذه العناصر تشكل قوام جلسة هادئة أمام التلفاز أو مع كتاب أو صباحية للتأمل والامتنان لكرم الله ووسع عطائه.

تجربتي في ابتكار توزيعات لأول مرة تجعلني أؤمن أن أفضل الهدايا ليست أشياء، بل مشاعر وعواطف صادقة، وتجارب تضيف إلى حياتك. إذ تلقيتُ بعض الثناء على جمال الهدية، وأسئلة عن مكان شراء البتيفور المالح وحويج الشاهي، وإعجاب بالكوب الزهري، وامتنان للزجاجات الصغيرة التي تحولت وظيفتها لحفظ أقراص الدواء، وللبطاقة التي تم تعليقها على التسريحة، أو على مقبض باب دولاب الشاي بالمطبخ.

كانت العبارة التي كتبتُها تقول: “الحياة مش بس شاهي أحمر أو شاهي ملبن؛ ربنا كريم والدنيا فيها أكثر.”

5 رأي حول “أفكار هدايا وتوزيعات مبتكرة

اضافة لك

  1. لطالما آمنت بإن الهدايا لها عمقها
    وتقديرها الخاص ووقعها على ذاتي خصوصاً
    لم أُهدي أحدى شيء أعتيادياً جاهزاء وجدته
    المرة الوحيدة التي أهديت فيها شيئاً معتاداً وكان عطراً
    بحثت عن عطر يحمل الروائح والمكونات التي أُحبها
    ليكون عطراً بيني وبين رفيقتي التي تشاركني الذائقة ذاتها
    لازلت في عجب! كيف لمقالاتك أن تلمس داخلي
    وتتوافق مع افكاري .

    إعجاب

أضف تعليق

بدء مدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑