وشربنا الشاي

قبل يومين قرر محمد الذهاب لإيكيا لشراء مكتب وكرسي لغرفته، خرجتُ واتصلتُ بأختي لنتابع حديثنا الذي قطعناه لأداء صلاة العشاء، قلتُ لها أنني ذاهبة مع محمد لشراء مكتب وكرسي، بادرتني مسرعة: لا لا أنا عندي مكتب ما أحتاجه فإذا يحب يأخذه حكون مبسوطة. نظرتُ لمحمد الذي يقود السيارة بجواري أسأله فقبل المكتب شاكرًا وممتنًا. خرجنا للطريق الرئيسي وإذا بقطرات كبيرة من المطر ترتطم بواجهة السيارة، وتشتد كلما مشينا أكثر، هنا فضلنا العودة للبيت خوفًا من أن يستمر هطول المطر وتُغمر الطرقات بالماء فتتعذر علينا العودة للبيت.

يوم السبت هو يومي المفضل لقضاء الوقت مع نفسي، بعيدًا عن البيت، بعيدًا عن أي مسؤوليات، ثلاث ساعات أو أربع تكفيني، أخرج أنا وابنتي الكبرى عادة، لكنها اليوم مضطرة للذهاب للعمل، فخرجتُ وحدي بعد أن نامت ابنتي نظيفة وشبعانة. ذهبتُ لمقهاي المفضل وجلستُ أقرأ، وما أن أنهيتُ تناول الغداء حتى تلقيتُ اتصالاً من الأولاد يخبرونني بوجود حالة طارئة مع زينة، أين والدكم؟ خرج لشراء بعض الأغراض. حسنًا لن يتأخر، عندما يأتي أخبروه وساعدوه في حل الأمر. لحسن الحظ أنهت ابنتي عملها وأتت إلي لتشاركني الجلوس وتتناول وجبة خفيفة. بعدها بقليل اتصل عليها أحد إخوتها يسألها متى ستأتي لأن زينة لازالت على حالها، قلتُ لها أخبريه أني قادمة، وبالفعل وصلتُ للبيت في أقل من عشر دقائق.

بعد أن عدت من المقهى وانتهت الحالة الطارئة بسلام، سألني محمد إن كنتُ أود الذهاب معه لشراء الكرسي، وتوجهنا بعد العشاء لإيكيا. اشترى هو كرسي المكتب، واشتريتُ أنا بعض الأغراض الخاصة بمشروعي الجديد، والذي سأكتب عنه تدوينة لاحقة قريبًا. عدنا للبيت ونمت وأنا أفكر فيما سأفعله غدًا صباحًا، فهو موعد تجربة النوع الأخير من الشاي الجديد الذي وصلني من توليفة، إذ ذكرت متجر توليفة المتخصص في بيع أنواع مختلفة من الشاي الفاخر في تدوينة تشرب شاي. فبادروا مشكورين بإهدائي مجموعة مختارة من الشاي جربتها كلها بسعادة غامرة، وبقي النوع الأخير الذي سأجربه غدًا، فالتغليف الأنيق الذي كتب عليه محتوى كل نوع يشجع على تجربة محتوياته حتى وإن لم يحن موعد شرب الشاي المعتاد.

شاي توليفة

استيقظتُ في التاسعة والنصف، وبعد أن أنهيت المهام الروتينة توجهتُ للمطبخ لتحضير الإفطار ومعه الشاي بالطبع. كان النوع الأول الذي جربتُه هو توليفة شرق فريزيا الألمانية العضوي، مكتوب على الغلاف أنه المفضل مع الحليب والحليب المكثف، ففهمت أنه سيكون مثل الشاي العدني، ثقيلاً ومركزًا، لكنه لم يكن كذلك، فلم أضع معه الحليب بل شربته كما هو وكان طعمه ممتازًا.

كان النوع الثاني الشاي الأسود بالنعناع، معبأ في أكياس سهلت علي الأمر، طعمه مميز ولذيذ. والنوع الثالث كان مزيج الأعشاب المتكامل الذي يتكون من: التفاح وأوراق التوت الأسود والزنجبيل والقرفة والمرمية والبابونج والفلفل الأسود وقشور البرتقال. خلطة ممتازة، عضوية وخالية من الكافيين، شربته دون سكر، وتناولت معه قطع شوكولاتة من شوكولاين، تجربة فاخرة جدًا.

أما شاي اليوم فقد كان شاي كينيا كيموسي، بمجرد أن صببت الماء المغلي عليه تحول لونه للأحمر الغني، قد تشعر أن اللون خفيفًا بعض الشيء لكن الطعم واضح ومميز، جربته في إبريق إيكيا الجديد، وصورت التجربة لتستمتعوا بها معي في هذا الفيديو:

تجربتي مع شاي توليفة

كنت متحمسة لكتابة التدوينة ونشرها فور إنهاء إفطاري، لكن مهامي المنزلية اليوم شغلتني، فقد قررتُ صنع شوربة الدجاج بالكريمة مثل أروما كافيه، والتي جربتها زينة لأول مرة يوم الأربعاء الماضي وأحبتها، رغم أنها لم تكن تأكل جيدًا الأيام الماضية. حاولت أن أبحث عن طرق أخرى غير الطريقة التي أعرفها، النتيجة لم تكن مثل شوربة أروما لكنها قريبة منها، ويبدو أن زينة قدرت جهدي، فأكلت قليلاً جبرًا لخاطري، ثم رفضت أن تكمل حصتها وأكلت القليل من الرز الأبيض. أكتب الآن هذه التدوينة على أنغام الدمية التي أهدتها أمي لابنتي وهي تغني:

“بنيتي الحبوبة

حلوة وطيوبة

لما أبيها تنام تمسك إيديا”

حان الآن موعد نوم زينة، تصبحون على خير.

رأيان حول “وشربنا الشاي

اضافة لك

أضف تعليق

بدء مدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑